ثقافةصحيفة البعث

سمية بعلبكي مع أندريه الحاج في دار الأوبرا

 

“آت ويحملني إليك هيام، يا شام ياشمم الأنام سلام” بقصيدة شام- حيت سمية بعلبكي جمهور الأوبرا بمرافقة الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقا الشرق– عربية، وقد جمعت الأمسية بين الموسيقا الآلية والغنائية لأنماط مختلفة من الطرب الأصيل، بمشاركة عازفي الفرقة وبحضور خاص للأكورديون والقانون والناي، وأصغى الجمهور بشغف إلى خامة صوتها القوية والطربية المناسبة لأغنيات الزمن الجميل وإلى قدرتها على الامتدادات الصوتية في مواضع، وبعد غنائها ياشام كلمات جورج شكور ألحان إيلي شويري، التي تغنت بها بجسر الود الذي يربط بين البلدين، وتخللها صولو الناي في مواضع، غنت سيد الكلام كلمات وألحان إيلي شويري، لتقترب من ذاكرة الجمهور بغنائها”رح حلفك بالغصن” للأخوين رحباني وتميزت بدور الأكورديون والناي، وصولاً إلى اللحن القوي لملحم بركات ورائعته”كيف” التي اتسمت بالجمل القصيرة المتتابعة في المقدمة مع “كيف” وبالفواصل الموسيقية والانتقالات السريعة من الطبقة المرتفعة إلى المنخفضة بانسيابية وتواصل محترف مع العازفين ككل، ثم أعادت الجمهور إلى شفافية عبد الحليم حافظ بغنائه معها أهواك التي سُبقت بصولو القانون.
ورغم تنويعها بالغناء إلا أن عشق الجمهور لعبد الوهاب جعله يتفاعل معها تفاعلاً كبيراً بأغنية “ياورد مين يشتريك” لاسيما أنها وظّفت فيها مساحة صوتها بغنائها بطبقة مرتفعة مع لحن موسيقي خافت في مواضع. واختتمت الأمسية مع سيرة الحب رائعة أم كلثوم، كما عزفت الفرقة مقطوعة موسيقية آلية لرقصة الغيرة، وموسيقا نجوم الليل للموسيقار فريد الأطرش بتوزيع على كامل آلات الفرقة مع الضربات المتتابعة على التيمباني.

مواجهة للظلام
لأول مرة تقف سمية بعلبكي الحاصلة على جائزة “الميكروفون الذهبي” على مسرح أوبرا دمشق بعدما وقفت على أهم مسارح دور الأوبرا العالمية والعربية، فرددت”دمشق باقية لاتموت، دمشق الحياة، دمشق الموسيقا، وأنا سعيدة بلقائي بجمهور الأوبرا، ولقائي معكم تواصل محبة وفرح وسلام، فكلنا بحاجة إلى فسحة أمل بعدما أثقلتنا الحروب والمآسي، وجئت بعد غياب أشارك الشعب السوري وأتشارك معه بتثبيت وجودنا وصمودنا بأرضنا وتعزيز ثقافتنا وحفظ تاريخنا، فنحن شعوب تحب الحياة وتعشق الجمال والفنّ والفرح، وحبنا للغناء والموسيقا هو صمود ومقاومة للظلام. وترى بعلبكي كونها سفيرة مجلس المرأة العربية للمسؤولية الاجتماعية أن المرأة العربية عامة وفي بلادنا خاصة تعيش في زمن الحرب، وتشارك بصنع البطولة وتحمل كل الأعباء وتحتمل الشدائد.
وتابعت حديثها عن مسارها الفني الجامع بين الأصالة والحداثة “تربيت على الفنّ الحلبي الأصيل وعلى التراث الشامي والقدود الحلبية والأغنيات الطربية، وأولى حفلاتي قدمتها في حلب وفي مهرجان المحبة في اللاذقية، وهذا الفن القريب من شخصيتي وصوتي فأحببت أن أقربه من الأجيال الشابة لنحافظ عليه.
ووصفت جمهور دمشق بالسميع مثله مثل جمهور حلب ومناطق متعددة في سورية، ومن المعروف تواصله مع الغناء العربي واللبناني تحديداً، وهذا ما يشعرنا أننا نغني في بلدنا، مستحضرة ذكرى وديع الصافي وعلاقته القوية بسورية.
ومثلما حيت الشام بقصيدة ودعتها بإعلانها عن إطلاق مجموعة أعمال جديدة، منها أغنية امرأة شرقية المأخوذة من قصيدة الشاعر العربي نزار قباني”قطتي الشامية” ألحان إحسان المنذر.

تبادل وجهات النظر
تعد هذه الأمسية تعزيزاً لأواصر العلاقات الفنية بين سورية ولبنان على مرّ الزمن، وتلبية لدعوة وزارة الثقافة –دار الأوبرا والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية ممثلة بقائدها المايسترو عدنان فتح الله، وفرصة لتبادل وجهات النظر بإدارة الأوركسترا وتعزيز خبرات الموسيقيين كما ذكر فتح الله، وكذلك أوضح المايسترو والمؤلف أندريه الحاج أهمية التبادل والتعاون بين قادة الفرق الأوركسترالية.
ملده شويكاني