الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

قساطل القمح في معرض الحرف التراثية القديمة

الجرة الكبيرة الممتلئة بسنابل القمح الذهبية التي تعبّر عن تراث الأجداد في محافظة السويداء، حملتها فايزة فيصل من قرية شقيا لتشارك في معرض الحرف التراثية القديمة في المركز الثقافي العربيأبو رمانة وقد شدّت انتباه الزائرين مع ما يتبعها من مفردات التراث المصنوع من قساطل القمح، إذ أرادت إحياء تراث منطقتها الذي شارف على الاندثار كما تقول، ومن خلال مشاركاتها المتعددة بمعارض المرأة الريفية وجدت أن المصنوعات من قساطل القمح التي كان الأجداد يصنعون منها الأطباق الكبيرة المستخدمة للمناسف في الطقوس الاجتماعية غير موجودة، وواجهتها صعوبة الحصول على القساطل نتيجة حصاد القمح بالحصادات الآلية، فاضطرت لزراعة مساحة الأرض المحيطة بمنزلها بالقمح للحصول على القساطل بحصدها باليد، ودمجت بين الفخار والقساطل بتغليف الجرة التي كانت مستخدمة للمياه لتكون للزينة في منازل السويداء، إضافة إلى مهباج القهوة وأطباق الطاولة لصحن الفواكه وصحون الضيافة والسلال، وعرضت قطعة تراثية قديمة تُعرف بـالجونةعلى شكل هرمي، كانت ربات البيوت يستخدمنها لأعمال الحياكة وحفظ الخيطان والإبر، ستعيد تشكيلها من جديد بطريقة معاصرة.

وتابعت بأن الجرة التي دعمتها بعيدان الزيتون استغرقت خمسة أشهر لإنجازها ترمز إلى السويداء وتحمل اسم سورية، لذلك رفضت كل العروض من قبل بعض المنظمات في ألمانيا لعرضها هناك وأصرت أن تبقى وثيقة تراثية في سورية، وتتمنى من كل فرد أن يحافظ على تراث منطقته الذي يغني تراث سورية عامة، ولاحظت أن الإقبال قليل على قساطل القمح لكنها تصرّ على المشاركة بالمعارض القادمة لنشر هذا التراث.

تدوير الخيش

ومن السويداء شاركت أيضاً وفاء أبو خليل بصناعة منتوجات من الخيش بعد تدويره على شكل مفارش للطاولات زينتها بزخرفات ملونة بكل المقاسات، إضافة إلى قطع صغيرة لمستلزمات المطبخ، كما شاركت بأعمال الكروشيه المفرغ بخيوطالدانتيل والصوفلثياب الشتاء، وعرضت ضمن منتوجاتها أعمال نهاد زين الدين من قرية شهبا في السويداء التي صنعت الشالات الصوفية الكبيرة على النول واتسمت بجمالية الألوان والتصاميم الداخلية للقطبة الصوفية.

وقد حفل المعرض بتنويعات متعدّدة من الحرف القديمة، منها الفوانيس الملونة والضغط على النحاس والحفر على الخشب وتصميم البورتريه على لوحات جدارية بقطع الفسيفساء والرسم على الزجاج، والخشبيات والصدفيات والبروكار الدمشقي والموزاييك والأغباني والصمديات الصغيرة وغيرها، إضافة إلى الرسومات.

ولم يقتصر المعرض على الحرفيين، إذ استضاف المشرف على المعرض أحمد راتب ضعضي بعض أطفال جمعية التوحد الذين تعلموا بعض الحرف لعرض منتجاتهم ودمجهم مع الحرفيين بالمعرض.

ورغم جمالية المعروضات بأنواعها وتوزيعها الفني الملفت في أرجاء صالة المركز، لم يجد الحرفيون تشجيعاً من الزائرين لاقتناء بعض المنتوجات بسبب جائحة كورونا والوضع الاقتصادي الصعب حالياً، ويأملون بأن المعارض القادمة تكون أفضل على مستوى الشراء.

ملده شويكاني