ثقافةصحيفة البعث

“غربال” للفن التشكيلي في حلب

تابعنا خلال هذا الشهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي إعلان افتتاح صالة للفنون الجميلة في حلب تحمل اسم “غربال”، مترافقاً مع صورة شخصيّة للفنان المشارك وصورة عن لوحته.

واللافت للنظر ذلك العدد الكبير للفنانين التشكيليين الذين سيشاركون في هذا الافتتاح المأمول، مستبشرين بهذا الحدث خيراً للفنون التشكيلية والعاملين في هذا الحقل، خاصة وأن حلب العزيزة تفتقر حالياً إلى صالة عرض تليق بمنتج فناني المدينة المميّزين في التشكيل السوري، هذه الصالة التي نأمل منها لعب دور ثقافي فني يعوّض عن الخسارة التي أصابتنا بفعل الحرب، ولتسدّ النقص الذي أحدثه تراجع أو غياب بعض الصالات مثل صالة الخانجي وغيرها، إضافة إلى التفاؤل الذي وصل ببعض الفنانين إلى متابعة الخبر ومحاولتهم التواصل مع الجهة القائمة على إدارة الصالة رغبة منهم في التواصل مع إدارتها، إلا أن الجواب لم يكن واضحاً من قبل أحد حول تلك الجهة القائمة على العرض، وكأن الأمر سريّا!!.. فمن هي تلك الجهة التي تفتتح صالة في حلب دون علم وموافقة الجهات المسؤولة، مثل اتحاد التشكيليين ووزارة الثقافة التي تمنح الموافقة!! وقد تواصلنا مع مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، الفنان عماد كسحوت، الذي أكد أن المديرية لا علم  لها بهذا الموضوع، ولم تتقدم أية جهة في حلب بطلب الحصول على الموافقة أو الترخيص لصالة الفنون الجميلة المذكورة، والحال نفسها عند اتحاد التشكيليين الذي نفى توفر أي معلومة عن هذه الصالة، والأكثر غرابة حينما توجّهنا بالاستفسار من بعض الفنانين المشاركين في هذا المعرض، إذ عبّروا عن مفاجأتهم بهذا النشاط الذي لا يعلمون عنه شيئاً سوى أن لبعضهم لوحة مقتناة منذ سنوات من جهة في محافظة اللاذقية وستُعرض في حلب ضمن هذا المعرض؟!!.

يبدو واضحاً أن هناك “دكاناً” لبيع اللوحات تعلن عن نفسها بصفة صالة عرض مرخصة، وتقوم بدور ثقافي وتسويقي غير معروف وواضح، مما يجعل السؤال مشروعاً أمام هذه الحال التي لا يمكن وصفها إلا بالتجارية وغير الواضحة والشفافة، والتي تخلق أيضاً شيئاً من الريبة وشيوع حالة من السطحية والفوضى في ترويج الفن التشكيلي والتهرّب من دفع مستحقات اتحاد الفنانين التشكيليين التي تساوي 5% من قيمة العمل!.

أسئلةٌ نوجّهها لمديرية الفنون الجميلة ولاتحاد التشكيليين وللفنانين أنفسهم أصحاب اللوحات الموزّعة هنا وهناك.. بأن هناك تقاليد وحقوقاً يجب أن تتوفر في جوانب العرض والتسويق والأداء الثقافي، أم إن الأمر متروك للمثل: “غربل يا غربال”؟!.

أكسم طلاع