كرة اليد تدخل النفق المظلم و”جهود” إعادة الاتحاد القديم تتواصل!
البعث الأسبوعية -عماد درويش
أيام قليلة باتت تفصل لعبة كرة اليد عن تحديد مصيرها حيث ينعقد بداية الشهر المقبل المؤتمر الانتخابي لاختيار مجلس إدارة جديد للاتحاد عوضاً عن اللجنة المؤقتة التي عيّنت عقب تدخل الاتحاد الدولي للعبة، وسيكون المؤتمر تحت إشراف دولي، لذلك تم تشكيل مجموعة العمل الانتخابي ولجنة الاستئناف وضما مندوبين من الاتحاد الدولي للإشراف على العملية الانتخابية.
وهذا الأمر يحدث للمرة الأولى في تاريخ الرياضة السورية أن يشرف أحد الاتحادات الدولية على انتخابات اتحاد محلي (باستثناء القدم والسلة) وهذا يرسم أكثر من إشارة استفهام حول ألية تعاطي القيادة الرياضية مع التصرفات التي قام بها الاتحاد المنحل أو اللجنة المؤقتة للعبة.
سخط كبير
هذا الموضوع كان حديث كوادر اللعبة سواء داخل القطر أم خارجه الغيورين على اللعبة، الذين اتهموا في الوقت نفسه بعض أعضاء الكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بقيامهم بالدفاع المستميت عن الاتحاد المنحل بسبب المصالح الشخصية (البزنس) التي تربط هؤلاء الأعضاء برئيس اللجنة المؤقتة للعبة، وهو الأمر الذي أبقى على هؤلاء الأعضاء على رأس عملهم، بل تعدى الأمر ذلك وذهبت بعض الكوادر لاتهام أعضاء المكتب التنفيذي بأنهم وراء إرسال الشكوى للاتحاد الدولي عندما تم حل الاتحاد، وهو ما دعا الاتحاد الدولي لتهديد اللجنة الأولمبية السورية بإيقاف أنشطتها في حال تم حل الاتحاد ، وهو ما أثر على سمعة الرياضة السورية خارجياً.
وكان الأجدى بالقيادة الرياضية الوقوف بحزم أمام التجاوزات التي قام بها أعضاء اللجنة المؤقتة، حيث وصل بهم الأمر للتطاول على شخصيات لها اعتبارها وتاريخها بكرة اليد، خلال انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد لمناقشة بنود النظام الداخلي الجديد للاتحاد تمهيداً للدعوة لانتخاب مجلس إدارة جديد عوضاً عن اللجنة المؤقتة ، ليفشل الاجتماع فشلاً ذريعاً، وحتى اللحظة لم تقم القيادة الرياضية بالتدخل لوضع نظام جديد للانتخاب، ولم يتبق على انعقاد الجمعية العمومية سوى أيام قليلة.
بعض كوادر اللعبة أشارت بصراحة إلى قيام أحد أعضاء المكتب التنفيذي (المشرف على اللعبة) بالتدخل بالوقت الحالي بقوة بين أبناء اللعبة والضغط عليهم لانتخاب أعضاء الاتحاد القديم خصوصاً رئيس الاتحاد، وقد باشر بمهمته بدءاً من أبناء مدينته والمحافظات القريبة منها، بسبب المصالح المشتركة التي تربطه مع أعضاء الاتحاد المنحل، كل ذلك يجري أمام مرأى من القيادة الرياضية والسياسية دون حسيب أو رقيب.
مع عدم الموافقة
رغم كل ما يحاك من أجل الإبقاء على الأعضاء الحاليين، إلا أن الاتحاد الدولي رد على كافة التجاوزات التي افتعلها رئيس اللجنة المؤقتة، حيث قام بإرسال كتاب للاتحاد الدولي بعد فشل الاجتماع الماضي، لتعديل نظام الاتحاد الانتخابي والسماح للجنة المؤقتة بدخول الانتخابات، ليأتي الرد من الاتحاد الدولي صادماً، وفحواه.
إلى: اللجنة الأولمبية السورية، عن طريق الأمين العام ناصر السيد، وإلى اللجنة المؤقتة ورئيسها:
نحن نقر مع الشكر استلام رسالتكم المؤرخة 16 أيار 2022 من اللجنة الأولمبية السورية بشأن محضر اجتماع الجمعية العامة غير العادية للاتحاد العربي السوري لكرة اليد المنعقدة بتاريخ 11 أيار 2022.
لاحقاً لطلبكم، نود أن نحيطكم علما بأن اللجنة المؤقتة للاتحاد العربي السوري لكرة اليد يمكنها المضي قدما في الدعوة للجمعية العامة الانتخابية للاتحاد العربي السوري لكرة اليد SAHF لانتخاب مجلس إدارة جديد SAHF وفقا لخارطة الطريق المرسلة لكم في 14 نيسان 2022.
إشارة إلى البريد الإلكتروني من قبلنا في نيسان، بما في ذلك النظام الأساسي للاتحاد العربي السوري لكرة اليد التي وافق عليها IHF، نحن هنا نرسل لكم النسخة النهائية من النظام الأساسي الذي تمت الموافقة عليه من قبل IHF، مع الأخذ بعين الاعتبار التعديل التالي فقط (البقية تبقي بدون تغيير):
– المادة 8.1.2 (أعضاء الجمعية العامة): تم تعديل نقطة ب مفادها أن الأندية الرياضية لكرة اليد المنتسبة حديثا يجب أن تكون من التي مارست كرة اليد لموسم واحد على الأقل قبل أن يتم الاعتراف بها، وبالإضافة إلى ذلك نود أن لفت انتباهكم إلى المادة 8.1.5 (المندوبين والأصوات) التي تحدد بشكل واضح من أعضاء الجمعية العامة يحق له للتصويت يحق فقط لممثلي الأندية التصويت في حين كافة الأعضاء الآخرين في الجمعية العامة (المنصوص عليها في المادة 8.1.2) ليس لهم الحق في التصويت.
أي لا يوجد تغير بالنظام الداخلي ولا أحد يصوت بالمؤتمر الجديد غير مندوبي الأندية ولم يسمح لهم بترشيح أنفسهم.
تفاؤل قادم
المدربة ميساء مبارك كشفت لـ”البعث الأسبوعية” أن لعبة كرة اليد مظلومة من كافة النواحي وزاد الظلم عليها خلال وجود الاتحاد الحالي للعبة، الذي ظلم اللاعبين والأندية وكوادرها وحتى الحكام نالوا نصيبهم من الظلم، عبر العقوبات الجماعية والفردية، ولم تكن هناك روزنامة واضحة لنشاطات اللعبة سواء للرجال أم السيدات والناشئات فإقامة دوري من أربع فرق في كل فئة لن يطور اللعبة، ويعود سبب عدم مشاركة الأندية بالدوري بسبب الإجراءات التي قام بها الاتحاد (المنحل) بحق الأندية وكوادرها محاباة لمصلحة أندية مقربة منه.
وأضافت مبارك: أتمنى من المؤتمر المقبل أن ينتخب الأعضاء القادرين على إعادة اللعبة لمسارها الصحيح، وبصراحة أنا متفائلة بالمؤتمر الانتخابي، وفي حال نجح أبناء اللعبة الحقيقيين، وأن يتم إقامة دوري منتظم لكل الفئات أسوة ببقية الألعاب إضافة على التأكيد على المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية وخاصة الفئات العمرية، والأهم تطبيق نظام الاحتراف ليأخذ كل إنسان حقه من أبناء اللعبة.