رياضةصحيفة البعث

العقم الهجومي أبرز سمات مباريات كأس الجمهورية بكرة القدم

ناصر النجار

حمل فريق أهلي حلب لقب كأس الجمهورية لكرة القدم في النهائي الذي جمعه مع الوثبة بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، وأضاف إلى خزائنه اللقب العاشر من أصل أربع وخمسين مرة أقيمت المسابقة ليتساوى مع الجيش بعدد مرات الفوز كرقم قياسي حققه الفريقان معاً.

وبعيداً عن مجريات المباراة ومستواها فإن الأرقام التي تتحدث عن كبار البطولة في هذه المسابقة تبدو مخجلة ولا تدعو إلى التفاؤل بمستوى جيد قادم، وإذا نظرنا إلى نسبة التسجيل وجدنا أنها ضعيفة جداً وتدل على أن كبار الكرة السورية في أزمة حقيقية!.

وننظر هنا في القراءة إلى كبار الدوري والكأس وهم يشكّلون نصف الدوري الممتاز، وقد وصلت هذه الفرق إلى ربع النهائي في مسابقة هذا العام التي أنهت نشاطات الموسم المنصرم، فريق الوحدة مثلاً سجل هدفاً في مباراتين فقط لعبهما في ربع النهائي، وفريق الفتوة لم يسجل أي هدف في مباراتين في ربع النهائي أيضاً، والفريقان خرجا من البطولة من هذا الدور، ففريق تشرين سجل أربعة أهداف في أربع مباريات، وفريق الجيش سجل هدفاً واحداً في مباراتين، وفريق الوثبة سجل أربعة أهداف في خمس مباريات، وفريق أهلي حلب سجل هدفاً واحداً في ثلاث مباريات ونال اللقب.

موضوع العقم الهجومي لا يسري فقط على المباريات الرسمية، بل ينعكس أيضاً على المباريات الودية التي من المفترض أن تشهد أهدافاً كثيرة من باب أن المباريات تجري بلا حسابات النقطة والفوز أو الخسارة وضغوطها، وأغلب المباريات التي لعبتها الفرق انتهت إما بالتعادل السلبي أو الفوز بفارق هدف، وخير مثال على ذلك نتائج دورة الصحفيين التي تجري في حلب.

مسألة العقم الهجومي باتت مرضاً يسري في كل مفاصل كرتنا وأنديتنا، والحلول تقع على عاتق كل القائمين على العمليات الفنية في أنديتنا، خاصة مدربي القواعد الذين عليهم الكشف عن الموهبة الهجومية بين فرق القواعد، وهذا حل طويل الأمد، ولكن إذا اتبعناه اليوم سنجد كرتنا مزدهرة في الغد، وعلينا أن نتذكر أن هدافي كرتنا المشهورين كرجا رافع، وسيد بيازيد، وزياد شعبو، ومحمد الواكد، وعارف الآغا، وغيرهم خرجوا من قواعد الأندية وكانوا من اكتشافات مدربيهم، وموضع عناية فرقهم.

أما الحل السريع فهو بيد المدربين من خلال تغيير أسلوب اللعب، فالأسلوب الكلاسيكي العقيم، كما شاهدنا في أغلب مباريات كأس الجمهورية، كان شاهداً على سوء الفاعلية الهجومية، ونحن نتذكر دوماً أن الفرق الضعيفة تستطيع مقاومة الفرق القوية إن عجز الكبار عن طرق المرمى، لذلك ستتعذب الفرق الكبيرة بالدوري إن لم يجد المدربون الحلول الكفيلة بزيادة الفاعلية الهجومية.