أخبارصحيفة البعث

البطريرك يازجي من حلب.. الشعب السوري أعطى أنموذجاً يُحتذى بمحبته لوطنه وأرضه

حلب – معن الغادري – سانا:

أكّد غبطة البطريرك “يوحنا العاشر يازجي” بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن الشعب السوري العظيم الذي صدّر للعالم والبشرية جمعاء العلم والثقافة والحضارة، أعطى أنموذجاً يُحتذى بالتضامن والتكافل وبمحبته لوطنه وأرضه وقائده، مؤكّداً خلال زيارته إلى حلب اليوم أنه “من الطبيعي في مثل هذا الظرف الصعب أن نكون متحدين متضامنين مع أهلنا في حلب وسورية، وأن نصلّي من أجل أن يتغمّد الله برحمته من افتقدناهم نتيجة الزلزال، ومن أجل أن يشفي الجرحى والمصابين، وأن يبلسم جراح من تضرّر”.

وبيّن غبطة البطريرك يازجي في تصريحه للإعلامين أنه من اللحظة الأولى لحدوث الزلزال يتابع عن كثب الجهود الإنسانية والإغاثية المبذولة من جميع الجهات الرسمية والأهلية والشعبية والدينية، لافتاً إلى أنه “في الواقع ما شاهدناه من محبة وغيرة ولحمة وألفة بين كل أطياف الشعب السوري يجسّد طيبة هذا الشعب ومحبته لوطنه وأرضه، وهذا الشعب بما يحمله من كرم وطيبة وإرادة وعزيمة لن يموت ولن ينكسر وقادر على مداواة كل جراحه، فهو نفسه الشعب الذي قاوم الإرهاب، ويقاوم حالياً العقوبات والحصار الاقتصادي الجائر والمدان، الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه حصار معيب ومشين بحق هذا الشعب الأبي، ونحن سنبقي صوتنا عالياً في جميع المحافل والمواقع الإقليمية والدولية لرفع العقوبات عن الشعب السوري الطيب”.

وأبدى غبطة المطران يازجي تفاؤله بالمستقبل، على الرغم من كل ما تحمله الذاكرة من مآسٍ وأحزان بسبب الإرهاب الذي دمّر وقتل وخطف الأبرياء ومنهم المطرانان بولص ويوحنا، مؤكداً أن ما تم تدميره بالإمكان إعماره، والشعب السوري سيبقى ينبض بالحياة والعطاء.

ومن المقرّر أن يترأّس البطريرك يوحنا العاشر يازجي قدّاساً إلهياً في كنيسة النبي إلياس وإقامة الصلوات على نيّة أن يحمي الله سورية وشعبها.

كذلك عقد غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ومحافظ حلب حسين أحمد دياب، لقاءً تناول بحث واقع أعمال الاستجابة المنظمة لتخفيف تداعيات الزلزال، وخاصة فيما يتعلق بالتعويض على المتضررين.

وقدم دياب خلال اللقاء الذي عقد في دار مطرانية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس بحضور عدد من أعضاء مجلس محافظة حلب شرحاً عن أبرز أعمال المحافظة في التصدي لعواقب الزلزال المدمّر، والخطط المستقبلية القريبة في إحداث مساكن بديلة ومساعدة المنكوبين.

من جهته، أثنى غبطة البطريرك على جهود الجهات المعنية في امتصاص صدمة الفاجعة، والإسراع بإيجاد الحلول اللازمة ومنح التسهيلات للفعاليات الأهلية للوصول إلى المتضررين والتعاون معها بالأصعدة كافة.

واختتم اللقاء بلقاء الفرق التطوعية التي خدمت في مركز إيواء كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس، والذين تقاسموا مع الحضور تجاربهم في العمل التطوعي لمساعدة المنكوبين.

وفي وقتٍ سابق، وصل غبطة البطريرك في زيارة إلى مدينة حلب للاطمئنان على المتضرّرين إثر الزلزال وزيارة المناطق المنكوبة.

وقال البطريرك يوحنا في تصريح له: “إن زيارتنا هي رد فعل طبيعي للوقوف بجانب أهلنا في حلب بمصابهم جراء الزلزال الذي حصد الأرواح وهجّر آخرين من بيوتهم، وخلّف متضررين لذا أردنا أن نكون مع شعبنا الطيب كدليل محبة وتعاضد ونؤمن بعودة كل شيء كما كان لتقوم حلب من مصابها”.

بدوره أشار أمين سر مجلس محافظة حلب جورج بخاش، ممثلاً المحافظ، إلى أهمية زيارة البطريرك إلى حلب في هذا التوقيت وما تشكله من دافع معنوي لدى أبناء المدينة وهم يحاولون لملمة ما دمره الزلزال، موضحاً أن “زيارة غبطة البطريرك تحمل كلمة شفاء وعزاء لأهالي الضحايا وستشكل دافعا لاستمرارنا في تجاوز تداعيات هذه الفاجعة”.

وأكد الأب جبرائيل عازار من كهنة كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس بحلب أن زيارة غبطة البطريرك تمثل دعماً معنوياً وصلاة ترافق شعب حلب في محنته لتجاوزها بيد واحدة وبمساعي جميع الأيادي البيضاء وهمة أبناء المدينة.

وكان في استقبال غبطة البطريرك عند مدخل حلب الغربي المطران أفرام معلولي متروبولبت حلب وتوابعها للروم الأرثوذكس وممثلو محافظة حلب وعدد من رجال الدين.