دراساتصحيفة البعث

تحديات بايدن وترامب في الانتخابات الرئاسية

ريا خوري

أخيراً أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ترشحه عن الحزب الديمقراطي لولاية رئاسية ثانية، وهذا  الإعلان يعني بكل وضوح أنه فتح باب المعركة الانتخابية في مواجهة المرشح  الرئاسي الوحيد الذي أعلن ترشحه عن الحزب الجمهوري، وهو الرئيس السابق دونالد ترامب،  وبات العالم أجمع ينتظر باب الترشح أمام أشخاص آخرين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ونتيجة لسخونة السباق وارتداداته على الصعيد السياسي والاقتصادي والشعبي العام، فقد قدّمت استطلاعات الرأي  نتائج عملها حول أداء كل من الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، التي  يبدو أن معركتهما في حال تواجَها في نهاية المطاف في شهر تشرين الثاني عام٢٠٢٤،  ستكون صعبة للغاية ما لم تخرج إلى العلن أسماء مرشحين  آخرين  جدد من كلا الحزبين يمكن أن تبدّل مشهد الانتخابات وتغيّر مجراه.

لم يتقدم من الحزب الجمهوري حتى الآن سوى حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، ونيكي هايلي، إلا أن الرئيس السابق دونالد ترامب لا يزال يتقدم في استطلاعات الرأي الخاصة بأنصاره من الجمهوريين. أما في الحزب الديمقراطي، فقد تقدّم روبرت كينيدي جونيور، الناشط السياسي البارز المناهض للقاحات كورونا وشركاتها ومخابرها، والمناهض للشركات التجارية الكبرى، بانتظار ظهور آخرين يمكن أن يشكّلوا منافسة قوية وحقيقية للرئيس جو بايدن الذي تؤكد استطلاعات الرأي أنه يفتقد الشعبية اللازمة لإعادة انتخابيه من جديد، بسبب تقدّمه في العمر.

الواضح أن معظم استطلاعات الرأي  قد أشارت صراحةً إلى أنّ معظم الأمريكيين يعارضون إعادة ترشيح الرئيس بايدن وترامب، إذ يرى  أكثر من ٧٩%  من الناخبين، بمن فيهم ٥١%   من الديمقراطيين، أن بايدن يجب ألا يترشح مرة أخرى، في حين قال نحو ٦٠%  من الأمريكيين أن ترامب هو الآخر يجب ألا يترشح للانتخابات المقبلة. وتبيّن  أن نسبة الموافقة الإجمالية على سياسات الرئيس بايدن بلغت نحو ٤٠% ، بينما وافق نحو ٣٢% على سياساته الاقتصادية التي اتبعها منذ توليه الرئاسة. ويوافق نحو ٣٨% من المستطلعين الشباب على تعامل الرئيس بايدن مع قضية العلاقات بين الأعراق، و ٢٧%  على تعامله مع الحرب الساخنة في أوكرانيا. لكنّ المدافعين عن الرئيس بايدن يقولون إنّه ورث تركة ضخمة من وباء كوفيد ١٩ جرّاء سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب الفاشلة، وتأثيرها الخطير في الاقتصاد، لكنه تمكّن من رفع نسبة النمو بشكلٍ مناسب، ووفر اثنتي عشر مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية.

حقيقة الأمر، لا يزال أمام الجمهوريين متسع  كبير من الوقت للبحث عن بديل عملي وحقيقي للرئيس السابق ترامب يستطيع مواجهة المرشح الديمقراطي بايدن، ذلك أن ترامب بدأ معركته الانتخابية باكراً باللجوء إلى خطابه الشعبوي اليميني المتطرف، وهو موقف معتاد بالنسبة لجمهوره، محذراً من فوز الديمقراطيين، ومعتبراً أنه يخوض معركته الأخيرة بشراسة  بقوله:  “إما أن يفوز الديمقراطيون وإما أن نفوز نحن الجمهوريون. إذا فاز الديمقراطيون فلن يكون لنا بلد كالولايات المتحدة الأمريكية”.