أخبارصحيفة البعث

موسكو: “مجموعة السبع” عامل رئيسي في المشكلات العالمية

موسكو – تقارير

أكّدت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن مجموعة دول السبع تعدّ العامل الرئيسي في تفاقم المشكلات العالمية، لافتة إلى أن قراراتها مسيّسة تهدف إلى رسم خطوط فاصلة في العلاقات الدولية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الوزارة قولها في بيان: إن المجموعة أصيبت في الوقت الراهن بانحطاط لا رجعة فيه، وتحوّلت إلى “مفرخة” يتم فيها طبخ المبادرات المدمّرة التي تقوّض الاستقرار العالمي.

وأوضحت الوزارة أن المجموعة فشلت في لعب دور الضامن العالمي للاستقرار المالي والاقتصادي، كما فشلت في تقديم أي شيء بنّاء في المجال السياسي والدبلوماسي، مشيرة إلى أن الخوف من العملية الموضوعية لتشكيل التعدّدية القطبية، وتدمير الهيمنة الأمريكية يجبر أعضاء المجموعة على تحويل كل جهودهم لإثارة هستيريا الروسوفوبيا.

وشدّدت الوزارة على أن أجندة المجموعة لا يمكن أن تعكس مصالح مراكز التنمية الأخرى، ولا سيما دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ولفتت الوزارة إلى أن النتيجة الرئيسية لقمّة مجموعة السبع كانت مجموعة تصريحاتٍ مشبعة بمقاطع معادية لروسيا والصين.

وكان نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف وصف أمس قمّة المجموعة بأنها سيرك عبثي، وحلبة للنفاق يحاول الغرب من خلالها قلب كل شيء رأساً على عقب.

إلى ذلك، وصفت صحيفة “نويورك تايمز” قمّة مجموعة الدول السبع في هيروشيما بأنها تحوّلت إلى “نادٍ للقلوب المنكسرة” حيث يمكن لكل زعيم أن يشتكي لزملائه من وضعه الصعب المرتبط بانخفاض مستوى شعبيته.

وأشار بيتر بيكر كاتب العمود في الصحيفة أمس السبت إلى أنه “بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن وزملائه من القوى الكبرى في العالم، هذا هو عصر خيبة الأمل للديمقراطية، حيث يبدو أن الناخبين غير راضين باستمرار عن رؤسائهم ورؤساء وزرائهم. لسبب أو لآخر، كل زعيم في وضع صعب”.

واستشهد الصحفي ببيانات استطلاع رأي أجرته مؤسسة Morning Consult، وأظهر عجز أي من قادة مجموعة السبع عن حشد دعم أغلبية السكان في بلده.

وتتصدّر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تصنيف الاستطلاع مع نسبة تأييد تبلغ 49% فقط.

وأشار صاحب المقال إلى أن من أسباب انخفاض شعبية بايدن مشكلات الدين العام والتضخّم والجريمة والمخاوف المتعلقة بعمره، بينما هبط مستوى الدعم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب إصلاح نظام التقاعد.

وأضاف الكاتب: إن استطلاعات الرأي في البلدان الأخرى لا تزيد قادتها تفاؤلاً، وتابع: “لو عقدت الانتخابات الآن، حسبما تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة، لخسر حزب المحافظين الذي ينتمي إليه ريشي سوناك، أمام حزب العمال في المملكة المتحدة، ولخسر الحزب الليبرالي بزعامة ترودو أمام حزب المحافظين في كندا، وحزب أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي أمام الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا”.

ونقل بيكر في مقاله عن أحد المحللين السياسيين قوله: “في ظل مثل هذه النتائج الضعيفة في استطلاعات الرأي، تصبح قمة G7 نادي القلوب المنكسرة في نهاية المطاف، عندما يتشارك القادة آلامهم السياسية.. ويناقشون السبل الكفيلة بإعادة كل بلد وربما جميعهم إلى المسار الصحيح”.

من جهة ثانية، وفي سياق الإجراءات الروسية للردّ على تصرّفات الدول الأوروبية غير السلمية تجاه موسكو، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين: إن المجلس سينظر غداً في موضوع اتخاذ إجراءات ضد بولندا، بما في ذلك عبور الشاحنات عبر أراضي روسيا.

ونقلت وكالة نوفوستي عن فولودين قوله اليوم: “إن بولندا ستتحمّل في هذه الحالة خسائر قد تصل إلى حوالي 8.5 مليارات يورو”، مضيفاً: “سيكون من الصواب منع بولندا من الاستفادة من روسيا اليوم، ويجب وقف مرور الشاحنات البولندية عبر الأراضي الروسية ليقوموا بإعادة تحميل البضائع على شاحنات روسية بما يعود بالفائدة على الشركات الروسية”.

وشدّد فولودين على أن بولندا موجودة كدولة فقط بفضل روسيا، لكن بولندا رغم ذلك تعمل على تزوير ورفض التاريخ وتدنّس وتجرّف مقابر الجنود السوفييت وتغلق المدارس الروسية.

ولفت فولودين إلى أن الشعب السوفييتي بالذات أنفق في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أكثر من 750 مليار دولار “وفقاً لتقديرات اليوم” على إعادة بناء بولندا وتطويرها، وتم خلال ذلك بناء أكثر من 800 منشأة صناعية وطاقة ونقل.