أخبارصحيفة البعث

بوتين: الغرب يستخدم أوكرانيا لزعزعة الأوضاع في روسيا

موسكو- تقارير

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن ما يحدث الآن في أوكرانيا لا يلائم روسيا أبداً، مشيراً إلى أن الغرب يستخدم أوكرانيا في زعزعة الأوضاع في روسيا.

وأضاف بوتين: إن الغرب يحاول هزّ روسيا طوال الوقت، لأنه لا أحد يحتاج إلى دولة لديها مثل هذه الإمكانات، مؤكداً أن موسكو لم يكن لها أي ضلوع في الأحداث في دونباس عام 2014، ولكن “تم إجبارنا على الدفاع عن أنفسنا”.

وقال بوتين في لقاء مع المراسلين العسكريين: “في القوقاز، على سبيل المثال، مع مَن كنا في حالة حرب؟ إلى حدّ كبير، مع القاعدة. وماذا فعل شركاؤنا المزعومون؟ لقد دعموها – مادياً وإعلامياً وسياسياً وحتى في المجال العسكري. كان لا يهمّهم أن هذا تنظيم القاعدة. كان همّهم فقط زعزعتنا”.

وأوضح بوتين أن “كل ما فعلوه كان من منطلق زعزعة الاستقرار في روسيا. لقد حاولنا بكل السبل. اتفقنا على أن الناتو لن يتوسّع. ومع ذلك واصلوا أفعالهم. لماذا. لأنها (روسيا) دولة كبيرة جداً. لا يريدون لدولة بهذا الحجم في أوروبا، في مثل هذا المكان، مع مثل هذه الإمكانات. وبالتدريج يحاول الجميع تقطيع أوصالنا وتقسيمنا”.

إلى ذلك، أكّد الرئيس الروسي، أن خسائر القوات الأوكرانية تتراوح بين 25 و30% من حجم المعدات العسكرية التي تم تسليمها إليهم من الغرب.

وأضاف الرئيس: إن خسائر أوكرانيا في إطار الهجوم المضاد تقترب من الكارثة، مشيراً إلى أن العدو لم يحرز أي نجاح في الهجوم المضاد.

وأكّد بوتين أن قوات كييف فقدت 160 دبابة و360 مركبة مدرعة أثناء الهجوم المضاد.

وقال بوتين خلال اجتماع مع المراسلين العسكريين: “أما بالنسبة للمدرّعات، فخسائرهم بشكل عام أكثر خطورة. خلال هذا الوقت فقدوا أكثر من 160 دبابة وأكثر من 360 مركبة مدرّعة من مختلف الأنواع. هذا ما نراه بالضبط”.

وأوضح بوتين أنه “لا تزال هناك خسائر لا نراها نتيجة الأسلحة الطويلة المدى العالية الدقة على مجموعات من الأفراد والمعدات.. وفقاً لحساباتي، هذا هو حوالي 25، أو ربما 30% من حجم المعدات التي تم توريدها من الخارج، هذا كل شيء. يبدو لي أنه إذا قاموا بحساب موضوعي، فسوف يوافقون على ذلك”.

وفي سياق متصل، وقّع الرئيس الروسي اليوم قانوناً بشأن فسخ الاتفاقية الموقعة مع أوكرانيا حول التعاون في بحر آزوف ومضيق كيرتش.

وقال بوتين وفق الوثيقة التي نشرت على البوابة الإلكترونية للحكومة الروسية: إن “بوتين أحال إلى مجلس الدوما الروسي مشروع قانون بشأن فسخ الاتفاقية الموقعة في كيرتش بتاريخ 24 كانون الأول 2003 بين روسيا وأوكرانيا بشأن التعاون في استخدام بحر آزوف ومضيق كيرتش”.

ولم تتضمّن الاتفاقية إشارة إلى الحدود، وكان من المفترض أن يبرم البلدان اتفاقية منفصلة لترسيم الأحواض المائية المتاخمة للحدود.

وبعد تحرير عدد من المناطق في جمهورية دونيتسك الشعبية وزابوروجيه وخيرسون خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة فقدت أوكرانيا إمكانية الوصول إلى بحر آزوف، وأعلنت السلطات الأوكرانية الإغلاق المؤقت لأربعة موانئ بحرية في البحر الأسود وبحر آزوف وهي ماريوبول وبيرديانسك وخيرسون وسكادوفسك بسبب عدم القدرة على تقديم خدمات السفن.

وحذّر الرئيس الروسي، من أن روسيا، في حال استمرار قصف مناطقها، ستنظر في مسألة إنشاء “منطقة نظيفة” على أراضي أوكرانيا.

وقال بوتين: “بالطبع، لا تزال هناك إمكانية لقصف أراضينا من أراضي أوكرانيا.. وإذا استمر هذا، فسنضطر على ما يبدو إلى النظر في المسألة، أقول هذا بعناية شديدة، من أجل خلق نوع من منطقة نظيفة على أراضي أوكرانيا على مسافة تجعل من المستحيل بلوغ أراضينا منها”.

وأشار بوتين إلى أن السلطات الأوكرانية تعمل كنظام قائم على الإرهاب، مؤكداً أنهم “يعملون في الواقع كنظام قائم على الإرهاب”.

كذلك أجاب بوتين عن سؤال حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه روسيا هذه المرة، قائلاً: “سيعتمد ذلك على الوضع في نهاية الهجوم المضاد الأوكراني”، مؤكداً أن “لدينا خططاً ذات طبيعة مختلفة”.

وفيما يخصّ صفقة الحبوب، صرّح بوتين، بأن روسيا تدرس الانسحاب من اتفاقية “مبادرة حبوب البحر الأسود” لتصدير الحبوب، وخاصة أن أوكرانيا تستخدم الممر لتنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة.

وقال بوتين: “نحن نفكر الآن في آلية الخروج من صفقة الحبوب هذه. علاوة على ذلك، يستخدم العدو باستمرار هذه الممرات التي تسير على طولها السفن لإطلاق طائرات مسيّرة، ومركبات بحرية مسيّرة”.

وأكد الرئيس الروسي، استعداد موسكو لتصدير الحبوب إلى البلدان الأكثر فقراً بشكل مجاني، مشيراً إلى أنه سيتم بحث هذا الموضوع مع قادة الدول الإفريقية.

وقال بوتين: “نحن مستعدون لتقديم المساعدة (الحبوب) إلى أفقر البلدان مجاناً. نحتاج إلى مناقشة كل شيء، بما في ذلك عندما يصل أصدقاؤنا من الدول الإفريقية.. قريباً جداً سأتشاور معهم أيضاً حول كيفية التصرّف”.

وتقف العقوبات الغربية حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، حيث تعهدت دول العقوبات بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء، بينما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع روسيا.

وفي وقت سابق، أعلنت روسيا تعليق تسجيل السفن الأوكرانية في الموانئ حتى إطلاق خط أنابيب الأمونيا، الذي يقوم بتصدير غاز الأمونيا إلى الاتحاد الأوروبي من خلاله، وحاولت موسكو إطلاقه في إطار “صفقة الحبوب”، إلا أن الجانب الأوكراني لم يوافق. لتقوم قوات كييف لاحقاً، بتفجير خط الأنابيب بعد 3 أيام فقط من الإعلان.