ثقافة

انطباعات مشاغبة في ديوان (لاأدري لماذا؟) للشاعرة نجاح سعيد

نجاح سعيد، الشاعرة، والهموم الحياتية فنجان قهوتها الصباحية، والمنغصات (متتها)  المسائية، هي من المجتهدات المواظبات على حضور الفعاليات الثقافية في مدينتها (سلمية الشاعرة بكل شيء) هي(نجاح) تحب الحياة، لأنها تليق بها، لكنه الآخر، النفّار والبعيد مازالت ملامح قدميه، مرسومة على بلاطات البيت الذي ساكنته فيه، كل مافيه يدري، ويعرف ويحزن، لماذا جرى؟!
إنها لهوفة إليه،لهفة النبع لمجراه،جدران بيتها ضجت من(البكاء) وانتابها قلق من صدى (الشّلهمات)وكيف لايكون هذا وهو/الآخر آب لأولادها، وهي الشاعرة القلقة دوماً،ودائماً تقرأ، وتكتب،تحبّر آهاتها ،وتمحو بعض الألفاظ النابية /الشاكية،حيث يؤوب إلى عشه ،أوبة التائه عن تخوم عشيرته ،فها هي ذئبة (الليالي الشاحبة) مازالت تترصده، وقتما يصير  صيداً لها، واقعاً في شراكها اللعينة، حيث الوجع يترنح في جوانحه ولا يستطيع الطيران ولا التحليق ولا موطئ قدم لتوسلاته، وصدى توباته الدائمة؟
الشاعرة (سعيد) جريمتها الفظيعة “يالطيف،ويا ستار”، أنها أنشدت بقلمها الذي ما فارقها أبد الكتابة، ويحرد حين تغص ببعض الكلمات،ويرتبك العالم معلنا احتجاجه عليها، أي(الشاعرة) لقد توارث الحزن ،وأورثته العذابات وشاركته بأسهم(الحياة) وبسند كاتب للعدل وراحت حافية إلا من بعض(جنونها) لائبة، علها تجد من يشهد، ويوقع،ولا ينسى هويته؟
نجاح سعيد، مابين البحر والبلعاس،غزالة مطاردة بكل بواريد الحقد، وخناجر الشماتة، والكره هذا الذي يستوطن كالسرطان في شرايين دمائنا نحن بني البشر،نحن أبناء هذه البلدة المنقوعة حتى النخاع بالعداوة،وإلغاء الآخر و(شوفة الحال) حيث لا يكون،ولا يليق أن يتماهى في سهول الأنانية، وقاع النرجسية الفاتكة! بلدتنا لا تحب حالها؟ منجوفة من قيم (المحبة) ولولا الزغاليل وحب الحياة لمزّقنا ونتّفنا أجساد بعضنا البعض؟وصرنا (وليمة) جاهزة للأيام، وللتاريخ وعبرة للشامتين!إن بلدة جميلة بكل مافيها من بشر وشجر وحجر،وشعر وأدب ولايعرف،ولا تريد أن تعرف كيف هو (أفيون الحب) فجرثوم الكراهية ومرادفاتها يعسكر فينا كما ولا من خشبة خلاص أو منجى؟!
في أوراقها المنثورة والمعنونة ب(لا أدري، ولماذا؟) والملوح كيفما قلبته الرياح، ويملّي طراريح صفحاتها ال136، وللأمانة سأنقل ما كتبته حين قراءتي الأولى على هوامش الصفحات ودون حذف،أو تعديل لأية كلمة أو جملة أو مقطع ،سأرصد ما كتبته على هذه الورقة بأمانة بكلياته وليكن بعده (الطوفان) وأعتقد أن شاعرتنا ،لا تزعل أبداً من قراءتي لهذه (المنثورة) التي فيها تتجلّى كل كلمة ،ونقطة،وفاصلة وإشارة استفهام منها أو تعجب بصدق، فاق صدق حتى الشعراء(المتصوفة) وربما قد بالغت في ذلك ولكنني أنا (خضرعكاري) إن شاء من شاء، أو إن انزعج من ينزعج ،فانا أتحسس مواقع الهزيمة والانتصار من خلال بصيرتي؟ وبالتعاون مع باصرتي أحيانا. رعشات خائفة لفصل أولي في مرحلة التبرعم الأولي ! أتت كرابعة العدوية ولكن بضعف يصفق لك (البلهاء)؟ صدق من طرف شباك متهرئ الإطار،ومحطم البلور،ومخلوع الحواجب،وخدوش في الزوايا،وقدر مركون-كخوفو-في احتضار العتبة! وانين جراح في القصبة! تقولين له:/ يوم الما شوفك، ماريد عيوني/تعا ولاتجي/
هو الرجل الهاجس/العنيد الذي يتنامى كحقول الحنطة في مروج (سلميا) وقت الخصاب. من تضاعيف مناجاتك: ولا قهوة إلا بوجودك/حضور بالتمني،وغيابا تمزجينه وقت ازدحام العاطفة، في عروق القلب، وشرايين الإشتهاءات؟!إنها(مسرحية الحياة) في المادة والروح. لماذا الهزيمة والارتحال؟ والحوار في حضرة ال(هو)الرجل/الذكورة لماذا؟!
أنت ياشاعرتي، وكأنك (باحثة نفسية) تجيدين امتطاء صهوة المواقف خاصة (الذكورية) فيها. لماذا الضعف ،والخوف أمام الـ هو ،إنها مشيئة الأعراف الشرقية البائدة،والحاضرة  بهجمة(داعشية) الآن؟! وأحيانا” ظاهرة السجع،مرض الشعر، وتواتر القافية، شوّها جمالية الصورة  الشعرية…وقاداها إلى التباهي، وحالات (البلادة)؟!
هاهو الرجل (المعشوق) أوغل في غاباتها باحثا عن لذاذاته، هو الآن قطفها من أغصان شهوية،لإرضاء /فحولته الهائجة؟!هذا هو، فريسته(المرأة،وأناني بامتياز) ص 41.. وإلى فصل جديد عنونته (أنا) بأنفاس تائبة (الفصل الثاني) ص60 عن عبارة (مرحلة النضج الشعري) كما يقولون في ديوان الشاعرة نجاح سعيد .
ومضات حلوة ،وجميلة، ها بدأت تتألقين واعذريني من عدم ذكر مقاطع ومطارح الإعجاب وشجونات وهج جمار الشاعرية في موقد شتاءاتك الباردة المعدومة حتى من قمر ينبض من بين أكداس الغيوم المتشاغلة:/سنلتقي على بساط قبلة /قبلة،مبتلة بالماء؟ /و/أنت الوطن لولا الأحبة /ماكان الوطن/ص74 هذه الومضة كشهقة غبّ اللقاء ،أو “شردوقة” وغصة،من شربة ماء؟!
من ص60- ص79 حالات شعرية بادعة أو مبدعة، حيث تشاكل الشعر بكل موسيقاه وجاء مبللا بالندى ومسيجا بأوراد الياسمين، وتنهدات الزيزفون؟!
بدأ الترهل يخيم على بياض الصفحات، وتراكمت الشحوم واعتلت الدهون، وقمطت حتى النفس الأخير شفافية القصيدة (الشعر و/ دخيلك احرق ضلوعي/ وصدرك غابة 81 – 82 بكل ما أشتهي ص 82 / و/ تحط كنورس على صدري/ تنقر تحيي وأنا أشدو وأغني/ وما أروع هذا الكبرياء لشاعرتنا نجاح/ حيث ترغب وتتمنى أن يكون هو من تحبه، وتتمناه هاجساً لأشعارها المقبلة / لا أريدك عصا عرجاء / في حياتي لا تصلح للاتكاء / أريدك كعصاة موسى/ أهشّ بها، أتكئ عليها / ولي بها مآرب أخرى؟! ص 104
من ص 108 ابتدأ طقس الشعر والكتابة يتغير، وراحت الصور والومضات الشعرية تتقاطر مزدحمة بقيم الحق والخير والجمال والـ قبل وصولها إلى أقرب محطة للاستراحة؟!
ومن ومضة (حسد): / كم أحسد نفسي عليك/لأنك عبرت حدود التمني/قلي كيف تبدو الحقول بلا زرع/الحدائق بلا ورد/ والسماء بلا غيم/ ص 108 .
واعتدل الطقس وقام إلى تخومٍ أخرى إلى حيث مضارب (القص الشعري) ص 120 -163 أقتنص وأحب (أنا الاقتناص) فقط بالشعر الذي يخصني/أقبل الليل رتبت منامتي/عطرت فرشتي/ارتديت ما أحبه، لأنه يحبه / ص 126.
وها أنت أيتها الشاعرة تتكلمين بلسانه لكَ وبكِ وتتمنين أن يكون هذا الكلام حقيقة دون ختل أو مواربة، تقولين عنه: /آمنت يا سمراء بعد الكفر أن العشق أسمر/ ص 134 و/ سمراء أنا قَبِّلْني لأخلق فيك كالشعر/لا تحرمني على الأرض فوق الريح/بظلال غراسك/ ص 135 و/ قولي لي يا سمراء/جوارحي حذرة تريد الكلام/ ص136
> لا أدري، لماذا؟! شعر: نجاح سعيد- دار الباحث – سلمية سورية – 2014
خضر عكاري
khudaralakari@hotmail.com