دراساتصحيفة البعث

قمة الشراكة الشرقية.. من سيقود أوروبا؟

هيفاء علي

يجتمع رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة في بروكسل اليوم الأربعاء لحضور قمة الشراكة الشرقية، وبذلك سينضم القادة الأوروبيون إلى “الصراع على السلطة” في هذه القمة، وبحسب المعلومات فإن أحد المرشّحين المحتملين لمنصب “الزعيم السياسي” في أوروبا ربما يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

ومن دون أنجيلا ميركل، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى شخصية الزعيم، فخلال زيارته لباريس قبل أيام، تحدث المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز مع الرئيس الفرنسي حول جميع القضايا الأوروبية والدولية الراهنة، وأعرب الرجلان عن رغبتهما المشتركة في العمل معاً، وعليه، يبدو أن شخصية القائد تتمحور حول هذين الرجلين.

وبحسب مجلة “ليزيكو” الفرنسية فإن أولاف شولتز أكثر تحفظاً وأقل ثرثرة من نظيره الفرنسي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس الفرنسي كان يخوض السياسة الأوروبية لفترة طويلة، ولطالما دافع عن رؤية قوية للاتحاد الأوروبي يمكن أن تجلب له مكاسب ملموسة في الكفاح من أجل القيادة، خاصة أن فرنسا ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي العام المقبل، ولكن على عكس ميركل، يفتقر ماكرون إلى الموهبة لـ “بناء الجسور” وفقاً للمراقبين، اذ سيتعين على الرئيس الفرنسي أن يرتدي زي أنجيلا ميركل حتى يتكيف بشكل خاص مع كونه طموحاً للغاية في معرفة كيفية توحيد “الأسرة الأوروبية”، وبالإضافة إلى ذلك، لم يحتفظ بمقعده في انتخابات الربيع المقبل.

قد يقع أولاف شولتز في كمين خلف جدول الرئيس الفرنسي المزدحم، ويحظى بتقدير خاص من قبل ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، لجهة أنه لم ينتقد الناتو كما فعل ايمانويل ماكرون، وهو، علاوة على ذلك، مفاجئ جداً، تاريخياً، بالنسبة للديمقراطيين الاجتماعيين، حيث كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو حزب العمال ضد قوة صناعة الأسلحة.

بعد تعيين شولتز مستشاراً جديداً، دعاه ينس شتولتنبرغ إلى مقر الناتو في بروكسل في 10 كانون الأول 2021، معلناً أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقيان فيها بصفته الجديدة، قائلاً: “لا أطيق الانتظار للعمل معك، وأنا أعلم أنك مؤيد قوي وملتزم وقوي للتحالف عبر الأطلسي”، وبالتالي، لم تعد هناك حاجة لإثبات خضوع ألمانيا لحلف الناتو، فأثناء زيارة وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة، أنالينا بربوك، إلى مقر المنظمة، أعلن الناتو أنه بحاجة إلى ألمانيا قوية، وقال شتولتنبرغ في بيان صحفي حينها: “زيارتك في اليوم التالي لتوليك المنصب توضح دور ألمانيا الرائد في الأمن عبر الأطلسي”، ودعا الناتو وزيرة الخارجية أنالينا بربوك للعمل من أجل ألمانيا قوية عسكرياً، والتي لا تسير على ما يرام في خط حزب الخضر التاريخي.

الوزيرة الألمانية الجديدة سارعت لتقبل الدعوة قائلة: “من الواضح جداً أن الناتو يظل ركيزة لا غنى عنها للأمن في أوروبا”.