مجلة البعث الأسبوعية

دير الزور تهب لمساعدة الأهل في المحافظات المنكوبة.. ومديريات المحافظة على أتم الجاهزية تحسباً لأي طارئ

“البعث الأسبوعية” – وائل حميدي

ما إن أُصيبت البلاد بفاجعة الزلزال حتى تداعت محافظة دير الزور بقطاعاتها الحكومية وأبنائها وشبابها بالسهر والتعاطف، معلنين تضامنهم التام مع المحافظات المنكوبة في حلب واللاذقية وإدلب وحماة وطرطوس.

وعلى الرغم من الهلع الكبير الذي أصاب أبناء المحافظة خلال دقيقة الفاجعة إلا انها شهدت إطلاق حملات تنوعت باختصاصاتها والقطاعات التي انبرت لها، وما بين متبرعين بكل ما أمكن لأبناء محافظة دير الزور واستعدادهم لتقديم كل ما يمكن باتجاه المواطنين أو تلك العوائل التي افترشت الحدائق مساءً، وما بين تقديرهم لحالة النكبة التي أصابت تلك المحافظات انقسم أبناء دير الزور بين متبرع هنا ومتطوع هناك، وبين الإعلان عن تمام الجاهزية سواءً على مستوى الدوائر الحكومية أو القطاعات الخدمية أو على مستوى فئات الشبان الذين أطلقوا مجموعاتهم مستفيدين من مواقع التواصل الاجتماعي ليقولوا بصوت عالٍ نحن هنا في الخدمة وبكل ما لدينا.

استنفار تام

على مستوى القطاعات الحكومية ترأس محافظ دير الزور اجتماعاً موسعاً ضم لجنة الطوارئ ولجان السلامة الإنشائية المركزية والفرعية لمناقشة الإجراءات اللازمة والواجب اتباعها للتعامل مع أي طارئ ومن كافة الجهات ولكافة الوحدات الإدارية موجهاً القطاعات الخدمية أن تكون في درجة القصوى المباشرة وحصر كافة الأضرار سواءً بعد الزلزال أو الاستعداد التام لحصرها حال شهدت المحافظة هزات ارتدادية للقيام بعمليات المسح الشاملة للمباني وبيان حالتها الفنية والعمل على إخلاء المتصدعة منها حال وجدت،كما أمر بتجهيز مراكز إيواء لاستقبال العوائل التي قد تضطر لإخلاء منازلها.

مع الدوائر الخدمية

يقول مدير مياه دير الزور المهندس لورانس الحسين تم تجهيز كافة آلياتنا الهندسية والثقيلة وآلياتنا الخدمية وتوجيه جميع رؤساء المحطات والوحدات للاستنفار التام وعلى مدار الساعة مؤكداً أن كافة مفاصل المؤسسة بحالة جاهزية تامة لتقديم الدعم اللوجيستي وغير اللوجيستي لكافة المنشآت في المحافظة، وأضاف الحسين أنهم في حالة الجاهزية الكاملة، وعن المحافظات المنكوبة أكد الحسين تماما لاستعداد ووضع المؤسسة بكافة كوادرها وآلياتها وخبرتها الفنية لخدمة تلك المحافظات، غير أنه أشار إلى وجود محافظات أقرب من دير الزور إلى تلك المحافظات المنكوبة ما قد يجعل الطلب منا أن نتوجه إليها مستبعداً نسبياً، وهذا لايعني أبداً أننا بعيدون عن الخدمة وعن تمام الاستعداد والجاهزية لنكون هناك إذا تداعت الظروف حتى مستوى الاستنفار من قبلنا لا قدر الله.

مدير صحة دير الزور الدكتور بشار الشعيبي أشار في تصريحه إلى أنه ومع الدقائق الأولى لحدوث الزلزال ضاعفنا من عدد الورديات الاسعافية واتخذنا كافة الإجراءات لتكون مشافينا جاهزة لأي حالة طارئة، ووجهنا بشكل مباشر كافة المشافي الحكومية التابعة لمديرية صحة دير الزور أن تقدم كل خدماتها المتاحة وأن تعمل بشكل فوري على مؤازرة مشفى الأسد كونها المشفى الأكثر شهرة في المحافظة والتي يقصدها المواطنون من كل مكان، وفي ما لو حدث واستدعت الظروف أن نكون في المحافظات المنكوبة فإننا جاهزون تماما وتحت الطلب وبكافة كوادرنا الطبية والفنية والعلاجية ومنظومة الإسعاف التابعة لنا، أما على مستوى المشفى الخاص الوحيد في المحافظة فقد أشار مديرها إلى الجاهزية التامة وبأن المشفى مستعدة لفتح أبوابها أمام الجميع واستقبال كافة الحالات الاسعافية وبالمجان وذلك مراعاة لظرف طارئ يستدعي منا أن نقدم خدماتنا بشكل استثنائي.

مدير تربية دير الزور الأستاذ جاسم الفريح أشار إلى أنه الإيعاز إلى المفاصل التربوية المعنية أن تكون على آُهبة الاستعداد لأي ظرف طارئ وفيما لو استدعى الأمر فإن مدارسنا مفتوحة أمام الجميع في حالة الاستنفار القصوى لا سمح الله، كما أكدنا أن تكون آلياتنا الخدمية في حالة الجاهزية الدائمة سواء في الحالة الفنية أو الوقود الكافي، ونحن كمديرية تربية تحت الطلب وجاهزون لتنفيذ كل ما يطلب تنفيذه دعماً منا للمواطنين ومؤازرة لهم في سعينا للتخفيف عن مصابهم .

مدير أوقاف دير الزور الاستاذ عبد الهادي العبوش أكد أن كافة الصالات والمساجد في المحافظة وعلى مستوى المدينة والريف مفتوحة للجميع في حال استدعى الأمر، وبأنه تم الإيعاز إلى سدنة وأئمة المساجد لفتح أبوابها أما الجميع في حالة الظروف الطارئة، كما وجهنا السادة خطباء المساجد لإطلاق حملة تبرعات وتقديمها للأمانة العامة في المحافظة لتكون تحت إمرة المنكوبين، ونحن على استعداد للمشاركة بكافة الأعمال التطوعية لنكون ضمن الحملات المشابهة التي تم إطلاقها في المحافظة، علماً أنه وردنا توجيه وزاري للايعاز للسادة خطباء المساجد بالاكثار من الدعاء والتضرع إلى الله أن يتلطف بالمنكوبين وبالمدن التي تأثرت كثيرً بالزلزال الأخير وما ذلك على الله بعزيز.

رئيس بلدية دير الزور المهندس جرير كاكاخان أشار بدوره إلى استنفار كافة مفاصل البلدية بما فيها فوج الإطفاء، وبأن لجان السلامة توجهت على الفور في كافة الأحياء لمعرفة السلامة الإنشائية للمباني وحصر الأضرار التي وقعت عليها والأمر بالتعامل الفوري مع الأبنية المتصدعة، مجدداً نداء مجلس المدينة حاجته لمزيد من الآليات الثقيلة لإتمام المهام المنوطة به، مؤكداً بأن المجلس وبكافة كوادره يقف جنباً إلى جنب مع المحافظات المنكوبة وبأنهم لن يتأخروا أبدا.

حملات تبرعات

بناء على كل المعطيات وتداعي الأحداث في المحافظات المنكوبة ومع ازدياد الأرقام الخاصة بالضحايا والمفقودين واستمرار أعمال إزالة الأنقاض لانتشال الجثث واحتمالية وجود ناجين شهدت محافظة ديرالزور حملة موسعة للتبرع بالدم أطلقتها بصمة شباب سوريا حيث شهد بنك الدم في المحافظة تهافتاً كبيراً من قبل الدوائر الحكومية وموظفيها ومن قبل اتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة والمئات من المواطنين وجميعهم ساهموا في حملة التبرع بالدم رغم ما أعلنته وزارة الدفاع عن توفر كافة الزمر الدموية وبكميات مناسبة، لكن هذا لم يمنع أبناء المحافظة أن يساهموا بدمهم دعماً لإخوانهم في المحافظات المنكوبة ليقولوا من مدينة دير الزور نحن معكم وتحت أمركم وبخدمتكم ودمُنا لكم، علماً أن هذه الحملة شاركت بها كافة دوائر المحافظة وعلى رأسهم مدراء تلك الدوائر.

وعلى الرغم من كل ما تقدم غير أن أبناء المحافظة أطلقوا حملات شخصية أعلنوا من خلالها تعاطفهم التام مع الأسر المنكوبة مؤكدين من جديد أن المواطن السوري يحمل في قلبه كل الحب لإخوانه وبأنه يعاضده جنباً إلى جنب في الظروف الصعبة، وبأن المصاب واحد والوجع واحد، ومن الواجب الإنساني والوطني الوقوف بجانب أخوتهم في الوطن والانتماء.

ومن هذه المبادرات الكثيرة الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لإنشاء مجموعات تنوعت في أهدافها بين حملة لجمع المال وأخرى للتبرع بما يمكن من أغطية ومواد غذائية وأخرى أطلقها حتى أصحاب السيارات الخاصة مؤكدين أنه وسياراتهم تحت الأمر والطلب.

ولعله من النادر أن يطلق بعض أصحاب الدراجات النارية حملة يؤكدون من خلالها أنهم على استعداد تام لخدمة اخوانهم رغم بساطة إمكاناتهم، غير أن مدلولاتها عظيمة وتعبر بحق عن كمية التعاطف والإنسانية التي يحملونها في صدورهم .

من هذه المجموعات تلك المجموعة التي لاقت انتشاراً على برنامج الواتس أب تحت مسمى فريق الاستجابة السريع للزلازل، ومنها الإعلان عن قائمة بأسماء المتبرعين في عمليات الإسعاف، وأخرى بمجموعة أبدت استعدادها لتدريب متطوعين على الأعمال الإسعافية، ومجموعة أخرى قامت بحملة التبرع بالأدوية ووضعها تحت خدمة المحتاجين.

فيما أطلق فرع جامعة الفرات للطلبة حملة مشابهة تحت مسمى الفرق الإغاثية، ومجموعة أخرى لتقديم الدعم النفسي والاستشارات النفسية والتخفيف من توتر الناس وعدم زيادة الهلع وخاصة بين الأطفال، فيما ناشدت مجموعة أخرى للتبرع بالخيام أو ما شابه لتكون تحت الأمر إن استدعى الأمر، وجميع هذه المجموعات أعلنت جاهزيتها وتعاطفها مع المنكوبين وهي ذاتها المجموعات التي شاهدناها في الميدان بين المواطنين الذين يتركون منازلهم ليلاً ليقدموا لهم ما يمكن تقديمه.