أخبارصحيفة البعث

لافروف: استراتيجية الأمن القومي الألماني الجديدة حيال روسيا تتعارض مع المنطق

موسكو- تقارير

من الواضح أن موسكو تدرك جيّداً أن الحكومات الأوروبية لا تستطيع أن تنطلق في علاقاتها مع روسيا إلا من المنظور الأمريكي، فما تراه واشنطن صحيحاً سيكون كذلك، لأنها لا تملك فعلياً الإرادة السياسية التي تؤهّلها لأن تكون صاحبة الخيار في علاقاتها الخارجية، ولو كانت الإرادة حاضرة بالفعل لما اختارت الدول الأوروبية القفز فوق مصالحها واستعداء موسكو استرضاء لواشنطن.

ومن هنا اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استراتيجية الأمن القومي الألماني الجديدة التي وصفت روسيا بالتهديد الرئيسي، تتعارض مع المنطق ومع مصالح ألمانيا ذاتها.

وتعليقاً على الاستراتيجية المعلنة، قال لافروف في حديث متلفز اليوم وفقاً لوكالة نوفوستي: “من الصعب بالنسبة لي التعليق على الإجراءات والبيانات والوثائق التي اعتمدها السياسيون الألمان المعاصرون فهي لا تستند إلى المنطق ولا علاقة لها بمصالح ألمانيا نفسها والشعب الألماني”.

وكانت الحكومة الألمانية قدّمت في وقت سابق أول استراتيجية للأمن القومي في تاريخ البلاد، حيث تحدّد المبادئ الأساسية والتدابير لمواجهة التهديدات الخارجية المحتملة في السنوات المقبلة، وترى الوثيقة أن روسيا تشكّل تهديداً خطيراً للنظام العالمي.

في سياق متصل، أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بلاده ستعاقب كل الذين يدعون إلى قتل المواطنين الروس.

وقال بيسكوف وفقاً لوكالة نوفوستي: “لا يجوز تهديد الروس بالقتل، ويجب أن يقوم الروس بمعاقبة كل من يقوم بذلك، ونحن حتماً سنفعل ذلك”.

وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، قال في أيار الماضي: “إن هيئات الأمن الأوكرانية المختصة قتلت وستستمر في قتل الروس في أي مكان في العالم حتى تحقيق النصر الكامل”.

وفي شأن آخر، أكد بيسكوف أن مسألة الحدّ من التسلّح والاستقرار الاستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة تحتاج إلى مفاوضات عاجلة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية: إن بلاده تنطلق من حقيقة أنه إذا بحثت قضايا الأمن الاستراتيجي فعندئذ يجب بحثها مع جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية، مشيراً إلى أنه من المستحيل الاستغناء عن مشاركة دول مثل بريطانيا وفرنسا لأن لديهما أيضاً أسلحة نووية وعلينا أن نأخذ موقفهما في الاعتبار وأن يشاركا في هذه الاتفاقات.

وجدّد بيسكوف استعداد بلاده للحوار غير أنه نفى وجود اتصالات بهذا الشأن مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

وفيما يتعلق بالمبادرة الإفريقية لإنهاء الأزمة في أوكرانيا، كشف بيسكوف أن نظام كييف لم يستقبل الوفد الإفريقي بطريقة إيجابية وأن المباحثات بين الطرفين لم تكن بنّاءة، وأن تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي تقطع الشك باليقين بهذا الصدد، في حين أن موقف روسيا إزاء تسوية الأزمة في أوكرانيا يتماشى بالمطلق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن بلاده منفتحة على الحوار مع كل من يريد السلام.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في وقت سابق أن بلاده منفتحة على الحوار مع كل من يريد السلام شريطة مراعاة مصالح جميع الأطراف، وأن موسكو لم ترفض المفاوضات حول أوكرانيا أبداً خلافاً لنظام كييف.