رياضةصحيفة البعث

اتحاد كرة السلة يختار مجنساً جديداً للمنتخب دون وجود مدرب!

دمشق- عماد درويش

يبدو أنه مقدّر على كرة السلة أن تبقى رهينة القرارات التي تُتخذ دون أي تخطيط مسبق، حيث أعلن اتحاد اللعبة عبر منصات التواصل الاجتماعي “الخاصة به” تجنيس اللاعب الأمريكي جافيون بليك ليشارك مع منتخبنا الوطني في النافذة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2025. ووقع منتخبنا في مجموعة صعبة تضمّه إلى جانب منتخبات لبنان والبحرين والإمارات، حيث سيخوض أول مباراة له يوم 23 شباط المقبل.

لا شكّ أن التعاقد مع الأميركي بليك خطوة تُحسب لاتحاد السلة، خاصة وأن اللاعب يعتبر من أميز اللاعبين الذين يلعبون بالدوري اللبناني، ولديه أرقام رهيبة، لكن هنا لا بدّ من طرح عدة تساؤلات: كيف يتعاقد اتحاد السلة مع اللاعب قبل التعاقد مع مدرّب للمنتخب، ومن الذي تعاقد معه، فهذه المهمّة “منوطة بالكادر التدريبي للمنتخب”، وليس من صلاحيات أي شخص آخر.

المدة المتبقية لانطلاق التصفيات شهر واحد تقريباً، وحتى الآن لم يتحرك اتحاد كرة السلة ويتعاقد مع مدرّب للمنتخب، فالمدرّب هو المسؤول عن انتقاء اللاعبين القادرين على خدمة المنتخب بالفترة المقبلة، وخاصة في مسألة اللاعبين المجنّسين، حيث يمنّي عشاق اللعبة أنفسهم بألا تتكرّر مسألة هروب المجنّسين من تمثيل المنتخب، كما فعل في السابق اللاعب الأميركي أمير هينتون الذي هرب قبل بطولة آسيا الماضية، وكذلك الأمر بالنسبة للاعبين “من أصول سورية”، حيث فشل الاتحاد في ضمان مشاركتهم في التصفيات الأولمبية الماضية وخسرت سلتنا جهود كافة اللاعبين الذين استعادوا الجنسية لأخطاء إدارية من قبل اتحاد السلة، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن براندون بيترسون كان آخر اللاعبين المجنّسين في منتخبنا وشارك في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس، وقدّم أداء غير مرضٍ.

القضية كما يراها الكثير من أبناء اللعبة تتعلق بآلية العمل التي ينتهجها الاتحاد في التعاقد مع المدرّبين والمحترفين، والتي كلفت سلتنا أمولاً طائلة، ورغم ذلك كانت النتائج غير مرضية أبداً، وما دام الاتحاد لم يتعاقد مع مدرّب أجنبي، فإن عليه التعاقد مع مدرّب محلي، فهو الأجدر بقيادة منتخبنا في الفترة المقبلة، خاصة وأنه يعرف كافة اللاعبين المحليين ومستوياتهم الفنية.

على العموم المجنّس جافيون يبلغ من العمر 27 عاماً، ما سيخفض من المعدّل العمري المتوسط لمنتخبنا بشكل عام، بالإضافة إلى خبرته الجيدة والتي نالها من مشاركته في دوريات مختلفة، منها الأرجنتين وأستراليا والدنمارك، وأخيراً لبنان، ويبلغ طوله 191 سم، ما يُعتبر جيداً بالنسبة لمركزه،  ويزيد من متوسط أطوال منتخبنا أيضاً، ويبلغ ٢ متوسط لعبه 39.7 دقيقة في المباراة الواحدة، ما يعني أن اللاعب يمتلك لياقة بدنية عالية قادرة على السماح له بالمشاركة في عدد من المباريات ولفترات طويلة خلالها، وهو يتصدّر جدول ترتيب الهدافين في الدوري اللبناني (269 نقطة) بمعدل 26.9 نقطة في المباراة الواحدة، وهو رقم جيد جداً في دوري مستواه قويّ في المنطقة.