الصفحة الاولىمن الاولى

الجيش العراقي يتقدّم في حديثة تمهيداً لـمعركـة اسـتعادة الموصل

بعد تقدم “داعش” السريع في العراق، يواجه التنظيم تصاعداً في العمليات العسكرية ضده على أكثر من جبهة، وكان لافتاً دخول الأنبار مجال تقهقر “داعش”، حيث أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن بدء عملية تطهير منطقة الخفاجة في قضاء حديثة غربي المحافظة من عناصر التنظيم بالتنسيق مع سلاح الجو العراقي.
دخول الخفاجة جاء بعد نجاح العملية العسكرية في مدينة بروانة، وتمكن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر من استعادتها، فيما تستمر عمليات التطهير في المناطق المحيطة بها.
والتقدّم في حديثة يأتي ضمن خطة تطهير مناطق القضاء من “داعش” وفك الحصار عنه.
وتتزامن العمليات في محافظة الأنبار مع بروز تقارير حول وضع جهاز مكافحة الإرهاب العراقي خطة تحرير مدينة الموصل.
وفي محافظة بابل تمكنت قوات عمليات بابل وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي الوطني وبإسناد من طيران الجيش العراقي من القضاء على خمسة وستين إرهابياً وتدمير عدة مقرات للعصابات الإرهابية.
من جهتها أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية العراقية إكمال تطهير منطقة بروانة تطهيراً كاملاً من العصابات الإرهابية وفك الحصار الإرهابي عن مدينة حديثة الاستراتيجية، وما زالت تواصل ملاحقة الإرهابيين الهاربين إلى الصحراء الغربية وتصفية بعض الجيوب في محيط مدينة حديثة بعد أن تمكنت القوات المشتركة من فك الحصار الإرهابي المفروض عليها.
سياسياً، حصلت حكومة العبادي على ثقة البرلمان ضمن توقيتاتها الدستورية، وهي اليوم أمام مهام جسام تتمثل بالملف الأمني، ولا تنتهي بالوضع السياسي والدستوري، ومسؤوليتها موزعة على فريقها الذي جاء ممثلاً للأفرقاء كافة.
ونالت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي ثقة مجلس النواب بعد التصويت على اسم كل وزير على حدة، وخلت التشكيلة الحكومية من أسماء وزراء الدفاع والداخلية والمهجرين وخمس وزارات دولة، حيث استمهل العبادي مجلس النواب أسبوعاً لتسمية  الوزراء.
وفي كلمته أمام النواب أكد العبادي ضرورة إعادة بناء الدولة، والعمل على مواجهة الإرهاب وحصر السلاح بيد الدولة.
وتوزعت التشكيلة الحكومية، التي استمرت المفاوضات بشأنها شهراً، على الشكل التالي: 17 وزارة للتحالف الوطني و9 حقائب لتحالف القوى العراقية و4 وزارت للتحالف الكردستاني، الذي وافق على المشاركة في الحكومة في الساعة الأخيرة بضمانات.
البرنامج الحكومي والاتفاقات السياسية التي ألقاها العبادي أمام البرلمان كان اطلع عليها الأفرقاء ووافقوا عليها، غير أن جلسة التصويت لم تخل من نقاط نظام وانسحابات فردية لبعض النواب.
ووافق المجلس على تسمية نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي نواباً لرئيس الجمهورية، وبهاء الأعرجي وصالح المطلك وهوشيار زيباري نواباً لرئيس مجلس الوزراء، وانتخب همام حمودي نائباً لرئيس مجلس النواب.
وأدى الوزراء الجدد اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، بينما بقيت بعض الحقائب شاغرة، ومنها الداخلية والدفاع لحين التوصل إلى تكليف وزراء بها خلال أسبوع بعد استمرار التواصل مع الكتل السياسية على أن يتولى إدارتها مؤقتاً وبالوكالة رئيس الحكومة.
ووافق مجلس النواب بالأغلبية على برنامج عمل الحكومة الذي أعلن عنه العبادي، وتضمن خطة آنية لدعم العمليات العسكرية في كل مناطق المواجهة ضد العصابات المسلحة وقوى الإرهاب وضمان استمرارها حتى تحقيق النصر، ومعالجة ظروف نزوح مئات الآلاف من العراقيين والعمل على إعادتهم إلى منازلهم.
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي ومنحها الثقة من البرلمان، وقال: إن قرار البرلمان منح الحكومة العراقية الجديدة الثقة يشكل خطوة إلى الأمام نحو الاستقرار السياسي والسلام في العراق، مطالباً جميع القادة السياسيين العراقيين بمواصلة التعاون والتوصل دون تأخير إلى قرار حول تعيين وزيري الدفاع والداخلية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان احترام بلاده لوحدة وسيادة واستقلال العراق، وقال: لقد حان الوقت أن تساعد دول المنطقة الحكومة العراقية على اجتثاث جذور الإرهاب، وهنأ الشعب العراقي بإكمال المسيرة السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة، وأضاف: إن إيران تدعم قرار مجلس النواب العراقي الذي يرتكز على الدستور، مضيفاً: إن طهران تدعم الحكومة العراقية برئاسة العبادي، وأشار إلى أن الشعب والقادة السياسيين والدينيين في العراق أثبتوا بأنهم لن يسمحوا لأعداء المنطقة والإرهاب التكفيري بتعريض أمن العراق والمنطقة للخطر.