أخبارصحيفة البعث

واشنطن تتابع خطواتها التصعيدية من كييف إلى طهران

تقرير إخباري:

مع حالة الإحباط التي تسبّب بها الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجميده مفاوضات “النووي الإيراني”، ومع فشله المستمرّ في إخضاع روسيا لأية شروط غربية، بدأت واشنطن التصعيد في ساحاتٍ أخرى وخلق صراعاتٍ جديدة على الأرض، على أمل تحقيق تحوّل ما، رغم أن مؤشرات مثل هذا التحوّل المنتظر غائبة ومفقودة على كل حال.

ومن خلال تحليل تفاصيل المشهد الذي بدأ مع محاولة جرّ إيران إلى ساحة الحرب الأوكرانية، واتهامها بدعم روسيا بـ”المسيرات”، وما تبع ذلك من “عويل” بعض سياسيي كييف الذين حاولوا تأجيج المشهد عبر التهديد والتصريحات غير المسؤولة، المعتمدة على “مخالب” الغرب، بالتوازي مع تحريض أمريكي وغربي علني لأحداث الشغب في إيران، وما رافقها من تأجيج لشبكات التجسّس وشبكات الإرهاب والتخريب، إضافةً إلى زيادة حزم العقوبات الغربية على الشعب الإيراني إمعاناً في تأجيج معاناته، ولكن سرعان ما فشل هذا السيناريو لتستبدله واشنطن بإجراء مناوراتٍ استفزازية في المنطقة مع جيش العدو الإسرائيلي، ومن ثم إرسال عدد من مسؤوليها إلى دول المنطقة، وآخرهم وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الذي صرّح في القدس المحتلة بأنه “يجب التصدّي لسلوك طهران”، ثم عاد ليدلي بتصريحاتٍ متناقضة يدّعي فيها أن جميع الخيارات ما زالت على الطاولة (قاصداً طهران)، وذلك بشكلٍ متزامنٍ مع تنفيذ اعتداء إرهابي فاشل بالمسيّرات على منشآت عسكرية إيرانية.

في هذا الوقت، أعلنت إيران أن التحقيقات الأولية تُظهر أن الكيان الصهيوني ضالع في الاعتداء الإرهابي على مجمع صناعي عسكري في مدينة أصفهان، كما استندت إلى تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” اعترف خلالها بتورّط كيانه في أعمال تخريبية وإرهابية في إيران.

وما أثار استغراب طهران هو التصريحات الاستفزازية الصادرة عن مسؤول أوكراني حول الهجوم الإرهابي، وبشكل يعبّر عن مدى التماهي بين الصهيونية والنازية في إثارة القلاقل في مختلف مناطق العالم، وهذه المسألة بالطبع تؤكّد منح واشنطن ضوءاً أخضر للكيان في أعمال خطيرة وغير محسوبة، فتأجيج الوضع بهذه الطريقة ربما يحوّل كامل المنطقة إلى كرة ملتهبة، ولكن يبدو أن حكومة الكيان تمارس نوعاً من الهروب إلى الأمام  في ظل ما تشهده من حالة انقسام وأزمات سياسية داخلية.

مع ذلك كله جدّدت طهران تمسّكها بالطرق الدبلوماسية أولاً، حيث طالبت مجلس الأمن بضرورة محاسبة هذا الكيان على جميع الأعمال الإجرامية والإرهابية المرتكبة ضدّ إيران، والوفاء بمسؤوليته على أساس الميثاق وإدانة تصريحات المسؤولين الصهاينة الداعية للحرب، والطلب من هذا الكيان الامتثال للقوانين الدولية وإنهاء برامجه الخطيرة وأنشطته التخريبية في المنطقة، لكنها أيضاً أكدت أنها تحتفظ لنفسها بحقها المشروع والمبدئي، وعلى أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، في الدفاع عن أمنها القومي، والردّ بحزم على أي تهديد أو عمل خاطئ من الكيان الصهيوني في المكان والزمان الذي تراه ضرورياً.

بشار محي الدين المحمد